عقدت أول سلسلة من سلسلة مؤتمرات قصتك في سوريا في 28 فبراير 2022 في معهد يونس إمرة في أعزاز بحضور البروفيسور الدكتور جواد أبو حطاب، عميد كلية الطب في جامعة حلب الحرة والرئيس السابق للحكومة السورية المؤقتة.

منذ 17 سبتمبر 2020، ينظم معهد يونس إمرة في اعزازدورات تعليمية تركية، وبرامج ثقافية وفنية في المنطقة الآمنة السورية، في محاولة لمحو آثار الحرب في المنطقة ومواصلة عمله برؤية للتفاعل الثقافي.  وتماشياً مع خطة الفن الثقافي لعام 2022، تم تحديد موضوع "بلا حدود" واعتمد تفاهم قائم على السير من خلال التحدث بلغة الفن إلى المستقبل المشترك، مما أزال الحدود في اللغة والثقافة والفن.

وكان أول ضيف لسلسلة مؤتمرات قصتك في سوريا هو البروفيسور الدكتور جواد أبو حطاب، عميد كلية الطب في جامعة حلب الحرة والرئيس السابق للحكومة السورية المؤقتة. وناقش حطاب في كلمته "الثورة السورية من خلال عيون الطبيب" بماضيها وحاضرها، وتطرق إلى العديد من القضايا مثل أسباب الثورة، ورؤية الجامعة العربية للثورة، والاستجابة الدولية للثورة، والعمل الذي تقوم به الحكومة المؤقتة في تركيا ومستقبل الثورة.

دور الأطباء في الثورة

تطرق جواد أبو حطاب، الذي بدأ كلمته بجملة "لماذا كانت هناك حاجة للثورة في سوريا؟" إلى القضايا التالية: "بدأت الثورة السورية في 18 مارس 2011 بحركة "جمعة الشرف" الشعبية في درعا وفي ريف دمشق. وبطبيعة الحال، افترض النظام في البداية أن الحركات الشعبية في مصر وتونس يمكن أن تمنع هذه الأعمال تحت الضغط، معتقدا أنها لن يكون لها أي تأثير على سوريا. لم يصغوا لنا ولرغباتنا، كما أنهم لم يفهموا أي نوع من سوريا كنا نحلم به، تماما كما لم يفهموا حركة الحرية ضد النظام في حماة قبل سنوات. لقد رأوا الناس إرهابيين. وقد أدى هذا المنظورالمستبد للنظام والذبح الوحشي لمئات الآلاف إلى هجرة ملايين السوريين إلى بلدان أخرى.

أولئك الذين فكروا في مستقبل سوريا رأوا المشاكل الاقتصادية والرشوة والتصرفات الغير لائقة في المكاتب الحكومية، وإعطاء الأولوية للأقارب في جميع المجالات، والفساد، ونظام الدولة المتدهور. لم نكن نريد أن نُدفن في هذا التعفن خلال الحرب، اضطر إثنا عشرة ألف طبيباً من أصل اثنين وثلاثين ألف طبيب إلى الهجرة إلى الخارج. لسوء الحظ بسبب سوء هذا النظام اضطرة العقول للهجرة إلى خارج البلاد.

كطبيب في الثورة السورية، عملت مع الآلاف من زملائي لجعل مستقبلنا أفضل. في تنفيذ الثورة، قام أطباؤنا بما كان على إختصاصاتهم القيام به وعملوا على إنشاء نظام جديد والابتعاد عن المفاهيم الفاسدة.

الجامعة العربية وآراءها حول الثورة السورية

"علقت الجامعة العربية عضوية سوريا عندما بدأت الثورة السورية. وكان المراقبون الذين أرسلهم الاتحاد شهودا على المذابح التي وقعت في حمص، ولكنهم التزموا الصمت. في عام 2012، بناء على اقتراح من جامعة الدول العربية، تم الاتفاق على أن يجتمع النظام والمعارضة للعمل لمدة لا تزيد عن شهرين بما يتماشى مع تشكيل حكومة مؤقتة. وانضمت الأمم المتحدة فيما بعد إلى العملية. في بعض الأحيان كانت هناك مشكلة سورية على جدول أعمال المنظمات الدولية، لكننا كنا في قلب تلك المشكلة التي تجنبها بعض الناس".

"الثورة هي تحقيق ما وعدّنا به الشعب"

"الثورة السورية، وبصراحة، لم تُبنى على أساسات صلبة. المجموعات التي انطلقت على شكل ثورة بدلاً من أن تتحد تحت سقف واحد، استمرت في طريقها لتحقيق أغراض مختلفة تماشياً مع رغباتها الخاصة. عن أي ثورة ونظام نتحدث عندما لا نستطيع أن نتحد! وفي حين تعد بنظام جديد، فقد تم السعي إلى توفير احتياجات عامة مثل الصحة والغذاء والسكن. بالطبع، من المهم جدا تلبية الاحتياجات الأساسية للناس، لكننا ابتعدنا عن الثورة والهدف لأن الطاقة منقسمة والغايات مختلفة. إن تحقيق ما وعدنا به الشعب هو ثورة. "أين نحن من هذه الوعود، ماذا حققنا، ماذا يجب أن نسعى جاهدين للقيام بعمل أفضل؟" هذا يقع على عاتقنا جميعاً

القوى الخارجية

"في الثورة السورية، لم يكن الانحراف عن الهدف في السوريين فحسب، بل أيضا في القوى الأجنبية التي ساندتنا. ولم يكن دعم روسيا للنظام بالكلام فحسب، بل أيضا بمساعدة الأسلحة. وحقيقة أن روسيا والصين استخدمتا حق النقض (الفيتو) ضد قرارات لصالح النظام في الأمم المتحدة هي من بين الأسباب التي أدت إلى دعم النظام".

"سيتمكن السوريون من العيش في سوريا، وهو ما يتوقون إليه عندما يضعون إرادتهم على المحك"

"سوريا الحرة، سوريا القوية هي هدفنا. لقد واجهنا العديد من التهديدات عبر التاريخ. سيتمكن السوريون من العيش في سوريا، التي يتوقون إليها عندما يضعون إرادتهم على المحك، بدلا من الأشخاص المحرومين من القيم الإنسانية التي تنصحنا بالمستقبل".

"لا ينبغي لنا أن ننتظر كل شيء من تركيا"

وقال " هناك دائما بلدان كانت معنا خلال الثورة. واليوم لا نزال نحصل على دعم تركيا. وهذا التاريخ ذو مغزى وهام. ومن ناحية أخرى، لا ينبغي لنا أن ننتظر كل شيء من تركيا. ويجب أن نستفيد من الفرص المتاحة لنا وأن نتحرك نحو بناء مستقبلنا".

ستعقد سلسلة مؤتمرات "حكاية سوريا" كل شهر حتى ديسمبر 2022، وسيتم نشر نصوص الحطاب في كتاب باللغات التركية والعربية والإنجليزية في نهاية العام.

نبذة من السيرة الذاتية للدكتور جواد أبو حطب

ولد الدكتور جواد أبو حطب في دمشق عام 1962م

بعد تخرجه من جامعة دمشق كلية الطب اختص في الجراحة العامة

له كتب في جراحة و تشريح القلب ، كما له عشرات المقالات الدولية والمحلية ، من بين أعماله خارج الاختصاص ، كتاب بعنوان تاريخ المجالس المحلية من عهد الاستقلال حتى الثورة السورية

بقصد التغلب على العقبات التي وضعها النظام في معالجة الجرحى المعارضين و المتضررين من الحرب إثر اندلاع الثورة عمل في المشافي الميدانية بشكل فعلي

في حزيران / 2012م / انتقل إلى دولة الأردن و تابع أعماله هناك

في أيلول / 2012م / شارك في المؤتمرات التي عقدت في تركيا من أجل وضع نظام الإدارة المحلية في المناطق المحررة و كان له دور فعال في ذلك

في تشرين الثاني عام / 2012 / كان من مؤسسي الائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة السورية و الذي يضم الحكومة و الجيش الوطني

وكان له دور بارز في إقرار عدة بنود لنص القانون

و كان الناطق في اعتراف الثورة السورية في عدة دول

قام بعدة فعاليات من أجل طلاب كلية الطب و التمريض لاستكمال دراستهم التي توقفت بسبب الحرب

تم تكليفه برئاسة الحكومة السورية المؤقتة في حزيران / 2016 /

رغم الصعاب التي نجمت عن الحرب وفقده لزملائه في المهنة بقي يتابع و يكافح في عمله في تجهيز مناهج التعليم و تأسيس النظام الإداري

كان له دور فعال بمساعدة زوجته الطبيبة في نجاح القضية السورية

في عام / 2019 / استقال من رئاسة الحكومة السورية المؤقتة و أصبح عميدا لكلية الطب في جامعة حلب الحرة لتدريب الأطباء و العاملين في مجال الصحة في سوريا الجديدة.